إن الباحثين في القانون عرّفوا العدالة بأنها "القواعد القائمة إلى جانب قواعد القانون الأصلي مؤسّسة على وحي العقل والنظر السليم وروح العدل الطبيعي بين الناس"، والشرائع القديمة استقت مبادئ العدالة من هذا المصدر الذي هو العقل وشعور العدل في النفس. ولكن هذا المصدر اتخذ صوراً مختلفة تبعاً لاختلاف الشعوب، فكان مصدر العدالة عند الرومان (قانون الشعوب)، وعند اليونان (قانون الطبيعة)، وعند الإنكليز (ضمير الملك)، أمّا مصدر العدالة في شريعة القرآن هو العقل وحكمة الاشتراع في الإسلام. ولذلك تقوم فلسفة كلية العلوم الشرطية والقانون على نقل أسس العدالة وصقل شخصية الطلبة بها، لأن لجميع الناس في مجتمع الإسلام حق العدالة وحق الاطمئنان إليها، عملاً بقول الله تعالى: (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ). وتهدف الكلية إلى منح طلبتها دراسات أفضل وأكثر إبداعا ونفعا على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي، دراسات قادرة على تزويدهم بمؤهلات تسمح لهم بمواجهة واقع أكاديمي ومهني واجتماعي وحضاري وتقني معقَّد ومتغيِّر باستمرار. وتسعى الكلية إلى تدريب الطالب على طريقة تعلُّم: العلم الجديد، البحث عن المعلومة، تركيب المعلومة، الاتصال والتعاون مع زملائه لحل المشاكل، والتوسع والبحث في المسائل القانونية. إن الاهتمام بأسس الارتقاء بطلبة الكلية يعتبر من أولويات إدارتها، ولذلك أعددنا خطط دراسية لأقسام الكلية تلبّي معايير الجودة، واستقطبنا أعضاء هيئة تدريسية متخصصين ذوي كفاءة عالية، كما عملنا على الاهتمام بالجانب التطبيقي الإلزامي للطالب وبالمكتبة القانونية، وسنسعى لإثرائها بمراجع قانونية متعددة المصادر والجنسيات. أعزائي الطلبة ... إن ثقافتنا وعلومنا تنبني على مبادئ شريعتنا الإسلامية السمحة وقيم مجتمعنا الأصيلة، ولذلك أرجو لكم النجاح، والعمل على رفع وإعلاء صوت الحق، ورفض الظلم والقهر، والتشبّث بالعدالة والمساواة بين بني البشر، راسمي لوحة الحضارة الإنسانية. د. مازن إبراهيم نور الدين

د.مازن إبراهيم نور الدين